السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ابنتي عمرها الان خمس سنوات لديها اخت تكبرها بسنه واحد فقط عندما كنت حامل بابنتي هذه..
كنت شديده العصبيه ومضغوطه نفسيا عندما وضعتها كانت هادئه وتنام بعمق الى ان اصبح عمرها سنتان انتهى الهدوء واصبحت كثيرة البكاء على اي شيء قد يزعجها حتى ولو كان تافه
نومها الى الان جيد وعميق تغار من اختها بشكل كبير جدا جدا واحس انها تشعر بعقدة نقص واننا نحب اختها اكثر منها وان اختها بنظر الجميع الافضل مع اننا لا نفرق بالمعامله ابدا مع العلم ان اختها اكبر من عمرها في رزانتها وذكائها وهدوئها
احيانا تصرح بكرهها لاختها واحيانا تقول انها تحبهاومثال على نوبات غضبها انه اذا ضاع شيء لها فانها تبكي بمجرد ان بدئت بالسؤال عنه ولا يعد كلامها واضحا وتتهم اختها بانها اخذته وتاخذ بالبكاء بشكل جنوني بصوت عالي.
عندما ارتبهم للمدرسه يجب ان البسها هي اولا وامشط شعرها اولا وان تدخل لقضاء حاجتها اولا واذا فعلت لاختها هذا قبلها فانها تدخل نوبة بكاء وصراخ جنونيه
وفي مره من المرات وبسبب نوبة بكاء منها قمت بقرصها من شدة غضبي مع العلم اني لا اضربها الا نادرا جدا جدا فكانت ردة فعلها انها غضبت اكثر واخذت تعض نفسها بشكل مؤذي وتبكي من الالم وتعض نفسها ثم امسكت حزام وضربت نفسها ووجهها به...
انا انهارت اعصابي تماما وقمت بضربها بسبب ضربها لنفسها... بصراحه بنتي اتعبت نفسيتي وانا لا احب ان اضربها بل وابكي دون ان تراني بسبب كل هذه المشاكل التي لا استطيع وصفها برساله فابنتي تجعل البيت جحيم بعصبيتها وبكائها في المدسه صديقاتها قلائل جدا واحيانا لا يبقى لها اصدقاء
لا تشارك احد اغراضها او الوانها بعكس اختها الاكبر منها تاكل اظافرها في البيت وفي المدرسه لدرجه ظهور اللحم ولكنها توقفت عندما اريتها صورة لامراض الاظافر وقلت لها ان سببه قضم الاظافر!
لا تحب المدرسه لا تعيد الكلمات بشكل صحيح خلف المعلمه فتغير الحروف او تشقلبها وقدرتها على الحفظ بطيئه.
عندما اغضب منها او اعاقبها او اصرخ عليها تقول لي انتي لا تحبيني جربت معها اسلوب:
اقنعتها انها هي الكبيره وان اختها هي الصغيره وجعلتها تحس بقدرتها على القياده والمسؤوليه فشعرت بانها نغيرت وبدئت تسمح لاختها ببعض الامور مثل ان امشطها اولا ومر اول يوم بدون نوبات غضب ولكن كلها اربع ايام وبدئت بالتراجع والعوده كما كانت
عملت لها جدول التصرفات اليوميه وكنت اتابعه معها واذا اكتمل دون خلافات كان لها هديه ولكن في نوبه غضب منها وبعد ان وضعت لها الاشاره السلبيه على الجدول قامت بنوبه اكبر على اثرها لم اتمالك نفسي وقمت بتمزيق الجدول كاملا ولكن لها وجه اخر...
عندما تكون هادئه المزاج فهي تحب الاحضان و القبلات والدلع وخفة الدم والابتسام أرجو توجيهي كيف اتصرف معها فلقد تعبت جدا لدرجه ان اصبح لدي شد عضلي في صدري بسبب هذا الجحيم
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
الأخت الكريمة: أم مصطفى.. حياك الله ومرحبا بك في موقعك " المستشار ".
علينا أن نتفهم مراحل نمو و تطور الطفل و ما تحتاجه كل مرحلة فالطفل في هذا العمر يعتقد أنه مركز العالم فعلينا أن نوفر له الأمان و نمنحه العطف و النشاط الحر باعتدال وبإشرافنا..وإن 90 % من شخصية الطفل تتشكل في السنوات السبعة الأولى من عمره..
لذلك يجب إكسابه (ببساطة و بشكل تدريجي و بشكل عملي) مهارات متعددة مثل: مهارة حل المشكلات و الاستقلالية والاعتماد على الذات و الشجاعة و اتخاذ القرار و الثقة بالنفس و تقدير الذات..
فيتوجه فكره للايجابيات و خطوة نجاح تتلوها خطوات إن وجد منا القدوة و النموذج الحسن والاستمرارية مع التفاؤل و عدم اليأس..
والعصبية تؤدي إلى العصبية و الدلال الزائد يضر لذلك الحل في الإعتدال و الوسطية في كل شيء وإليك تلك الكلمات:
1-لنكسب ثقتها:
نقوم بمدح إيجابياتها و لتعبر بكل حرية عن الأشياء التي تحبها ثم نبين لها أن هناك حقوق وواجبات كما في العقد السلوكي الذي اتبعته مسبقا والذي يمكن أن تجدديه و تنوعي في أساليب استخدامه والاستمرارية و الصبر هما مفتاح النجاح..
ولتهدي كل أخت أختها بهدية جميلة كل فترة و لتبدأ أختها الكبرى لتشعر أن أختها تحبها.. فالقصد القصد تبلغوا إن شاء الله.
2- توجيه اهتماماتها نحو التطبيق العملي للسلوك المرغوب عن طريق (تمثيل قصة أو فيلم هادف يشاهدوه) بالاشتراك مع أختها وأطفال في عمرها.
3- نخبرها مسبقا عن النشاط الذي سنقوم به سوية و نسألها عن السلوك المتوقع منها.. نمدحها إن أحسنت الإجابة و نكافئها و إلا نوجهها إلى التصرف الصحيح..
ثم الذهاب مع قدوة لها إلى المسجد أو الحديقة أو النادي الرياضي و الثقافي الترفيهي.. لتعلم مبادئ الأخذ و العطاء و الحقوق و الواجبات..
4- عمل حفلة صغيرة و قبلها يكون " بروفا " أو تدريب على ذلك أمامها.. لتطبق ما تعلمته من مهارات و مبادئ و قيم مثل الكرم و المشاركة و اللعب بروح رياضية..
فتقوم بتوزيع الحلوى والعصائر مثلا وإبراز مواهبها بالإنشاد و اللعب مع أختها و الأطفال.. لكن لنكن معهم و نعلمهم قواعد اللعب وهكذا تحس بالانتماء و تجديد الحياة بعيدا عن الروتين السابق.
ويفضل الاطمئنان على صحتها وتحديد نقاط القوة عندها:
الأكاديمية واللغوية والاجتماعية و غيرها لتعزز و نقاط الضعف لتعالج و يمكن أن تساعدك أو توجهك المرشدة التربوية أو النفسية في المدرسة و بعدها يتم وضع خطة وبرنامج ميسر لذلك فتتلاشى الصعوبات تدريجيا بإذن الله..
وعلى من يحس بالتوتر و العصبية مراجعة طبيبة للاطمئنان على الصحة بشكل عام فربما نقص فيتامينات معينة تؤدي للعصبية مع القيام بتمارين الاسترخاء و وضع برنامج لتنظيم الجهد و الوقت..
فيمكنكم القيام بأشياء كثيرة بسهولة اكثر.. فلنجدد حياتنا جميعا.. وفقكم الله.
الكاتب: أ. أنس أحمد المهواتي
المصدر: موقع المستشار